السبت 1 مارس 2025 - 09:18
تقرير عن إزاحة الستار عن ۱۰ أعمال بحثية لمركز موضوعات الأحكام الفقهية | رواية عن أسلوب إجابة آية الله ملا علي الهمداني على أسئلة الناس

حوزه / نقلًا عن مراسل وكالة الحوزة، أقيم مساء الأربعاء ۲۷ شعبان ۱۴۴۶ هـ في قاعة الاجتماعات التابعة لدائرة التبليغ الإسلامي في قم، حفل تقديم تقرير عن عقد من النشاط لمركز موضوعات الأحكام الفقهية، و إزاحة الستار عن ۱۰ أعمال و مشاريع بحثية جديدة لهذا المركز.

وکالة انباء الحوزه / و في هذا الحفل، ألقى حجة الإسلام و المسلمين حميد ملكي، نائب مدير الحوزة العلمية في قم، كلمة أشار فيها إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية في لقائه مع مسؤولي مركز موضوعات الأحكام الفقهية، حيث قال: من الواضح تمامًا في كلمات قائد الثورة أنه مسرور بعملكم، فقد قال إنه سعيد و ممتن لهذا العمل، و هذا أمر نادر، لأن الكثيرين يلتقون بسماحته و لا يكون راضيًا عن أعمالهم، لكنه أظهر سرورًا واضحًا بعمل مركزكم، و أكد أن هذا العمل كان يجب أن يبدأ منذ سنوات، بل حتى قبل انتصار الثورة الإسلامية.

و تابع نائب مدير الحوزة العلمية في قم قائلًا: الإمام الخميني (رحمه الله) صرّح في أواخر عمره بأن الاجتهاد لا يقتصر على المصادر الأربعة: العقل، الإجماع، الكتاب، و السنة، بل يجب أن يأخذ المجتهد في الاعتبار عنصري الزمان و المكان أيضًا، لأن الاقتصار على بيان الكليات لا يحل المشكلات. و اليوم يتم متابعة هذا الأمر بذكاء في مركز موضوعات الأحكام الفقهية، كما أكد المراجع على أنهم يستفيدون من أعمالكم، و إن شاء الله في المستقبل سيصبح مراجعنا خبراء في موضوعات الأحكام الفقهية أو سيكون لهم ارتباط وثيق بهذا المجال.

و أضاف: قائد الثورة الإسلامية يعتبر عمل هذا المركز تيارًا مباركًا، و أكد ثلاث مرات بشكل خاص على ضرورة استمرار هذا النهج، بل قال في النهاية إنكم لستم بحاجة إلى توصيات، لأنكم قد قمتم بمراجعة جميع أبعاد هذا الموضوع بأنفسكم.

أهمية الموضوعات الفقهية في الحياة اليومية

و أضاف حجة الإسلام و المسلمين ملكي: رأيت بنفسي آثار أعمالكم، رغم أن موضوعات الأحكام لا تزال في مرحلتها الأولى و لم تصل إلى المستوى التنفيذي بعد. على سبيل المثال، قضيت ثلاث إلى أربع ساعات في زيارة متحف الدين و الحياة، و رأيت مدى دقة العمل و سعته، و أوصيت طلاب العلوم الدينية بزيارته لفهم العلاقة بين الفقه و الواقع العملي، لأن عدم معرفة الأحكام يجعل تطبيقها صعبًا.

و أضاف: حتى في بدايات عملنا التبليغي، كنا نواجه أسئلة لم يكن لدينا إجابات دقيقة عنها، مثل حكم بعض الكائنات البحرية، حيث كنا نقول فقط إن كان لها فلس فهي حلال، و إن لم يكن لها فلس فهي حرام، دون معرفة ماهية الأسماك التي تملك فلسًا فعلًا، و هذا خطأ كان يجب تصحيحه من خلال موضوعات الأحكام.

و تابع قائلًا: المشاريع الكبيرة تأتي باختبارات كبيرة أيضًا، و أحد هذه الاختبارات هو عدم الشهرة و نقص الدعم، لكن من يصبر على هذه الصعوبات سيحقق انتصارات عظيمة، و نحن الآن في بداية انتصار كبير، حيث بدأ الجميع يدرك أهمية هذا العمل.

إعادة إحياء تقليد "المسألة الفقهية" في الخطب

و أشار إلى تقليد حسن كان منتشرًا بين الخطباء و المبلغين، حيث كانوا يبدأون خطبهم بذكر مسائل فقهية قبل الدخول في الموضوع الرئيسي، لكنه الآن أصبح مهملًا. و قال: في الماضي، كان العلماء يبدؤون محاضراتهم بذكر مسائل فقهية، مثلما كان يفعل المرحوم آية الله أحمدي ميانجي في مسجده، حيث كان يقرأ مسألة أو اثنتين من الرسالة العملية قبل إلقاء درسه. لكن للأسف، هذا التقليد في طريقه للاندثار، و يجب عليكم التفكير في إحيائه، لأن حياة الناس مليئة بالمسائل الفقهية.

أسلوب آية الله ملا علي الهمداني في الإجابة على أسئلة الناس و في حديثه عن أهمية التواصل مع الناس و الإجابة على أسئلتهم، نقل حجة الإسلام و المسلمين ملكي عن آية الله العظمى نوري الهمداني قوله: في همدان، كان أستاذي آية الله ملا علي الهمداني بعد الدرس يذهب سيرًا على الأقدام إلى مسجده، و كان يقضي هذه المسافة في الحديث مع الناس و الإجابة على أسئلتهم، بل كان يجلس في مدخل منزله يومين في الأسبوع ليستطيع كبار السن الذين لا يستطيعون صعود الدرج طرح أسئلتهم عليه بسهولة.

و أشار إلى تجربة شخصية له أثناء العمرة، حيث وجد أن بعض النساء لم يكنّ يعرفن أن الحجاب واجب شرعي، و عندما قرأ عليهن آيات الحجاب بترجمتها، بكين و قلن: و الله لم نكن نعلم أن هذا حكم الله، و لو كنا نعلم لما تهاونا فيه.

دور مركز موضوعات الأحكام الفقهية في الاجتهاد المعاصر و في ختام كلمته، أكد حجة الإسلام و المسلمين فلاح زاده، مؤسس مركز موضوعات الأحكام الفقهية، على أهمية البحث في هذا المجال، و قال: الموضوعات الفقهية لا تزال غير منهجية بالشكل الكافي، و لم يتم تدوين أسسها النظرية بعد، و لهذا أحيانًا لم ترقَ بعض الأبحاث إلى مستوى توقعات قائد الثورة و المراجع العظام.

تمَّ تأسيس مركز «موضوع‌شناسی» الأحكام الفقهية في عام ۱۳۹۱ هـ.ش يصادف ۲۰۱۲ بموافقة بعض مراجع التقليد العظام، و موافقة قائد الثورة الإسلامية، و بترخيص من المجلس الأعلى للحوزات العلمية.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha